في ليلة ارتدت البقاع ثياب الحزن والحداد ، ليلة تحلت بالأحزان واتشحت بالسواد ، ليلة ظلماء ، تخضبت بالدماء ، ليلة أبكت جموعاً وأمطرت دموعاً ، ليلة غاب عنها القمر . مأساة وفاجعة روَّعة القلوب راح ضحيتها أم وأربع بنات في عمر الورود .
حادثة بددت فرحة الصغار ، وخنقت الابتسامات لدى الكبار ، صغار كانوا قد استعدوا لعام دراسي جديد ، كانوا فرحين بالملابس و الحقائب و الدفاتر الجديدة
كانت أحلامهم تملأ الدنيا فرحة و بهجة ، فهم يحلمون باللعب غداً مع أقرانهم في المدارس و الرياض . إنها أماني الصغار ترقبها بحب و بفرح عيون الأبوين ، لسان حالهم : هؤلاء هم أولادنا فلذات أكبادنا ، أجيال المستقبل ، خاصة بعد المنزل الذي سكنوه قبل أيام .
كانت العائلة في وسط السيارة غارقة في بحار الأماني وفجأة !! و في ذلك الشارع المعتم المظلم . كانت كلمة الله هي العليا وما بين طرفة عين وانتباهها يبدل الله من حال إلى حال
فقد سكتت أهازيج الصغار ، وكتمت الضحكات ، وتطايرت الأجسام الصغيرة في الهواء ..
تمزقت .. و غرقت الأحلام والآمال ، ليتحطم بذلك الباص الذي تركه قائده بلا علامات انتظار و لا إشارات تحذير في منتصف الطريق ، ليفجر شلالات من الدماء والدموع والأحزان ، ويضع نهاية أليمة لأحلام جميلة ، وخاتمة حزينة لقصة أسرة سعيدة .
ليبقى الأب المكلوم وحيداً بعد أن عاش نحواً من عشرين سنة في أمانٍ بين أولاده في أمانيه يخطط و يرسم لوحة المستقبل بأحلام طوال لتنتهي به الأيام وحيداً كما بدأ ، أعطوه المهدآت أكثر من مرة لكن الحزن أكبر من قدرته على الاحتمال ، قرء عليه ، هدئ من روعه ، ولكن دون جدوى فقد ضاع كل شيء بالنسبة له .
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي .. وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
من قالها موقنا بها حين يمسي، فمات من ليلته، دخل الجنة، ومن قالها موقنا بها حين يصبح، فمات من يومه، دخل الجنة).
في ليلة ظلماء تخضبت بالدماء
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
صيغت بأسلوب جميل
قصة حزينة حقا
إرسال تعليق