كانت أعظم بركة

في سنة خمس للهجرة , تزوج النبي صلى الله عليه وسلم برة بنت الحارث سيد بني المصطلق وسماها جويرية , وكان أبوها وقومه قد ساعدوا المشركين على المؤمنين في غزوة أحد سنة أربع , ثم بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن الحارث يجمع الجموع لقتاله فخرج له , فالتقى الجمعان في المريسيع , وهو ماء لخزاعة , فأحاط بهم المسلمون..

وأخذوهم أسرى بعد قتل عشرة منهم , وكانت برة بنت سيدهم ضمن الأسرى , فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم وعرّفته بنفسها وأنها بنت سيد قومها وذكرت له سبيها , واستعانته على كتابتها لتحرير نفسها ( الكتابة هي اشتراء الرقيق نفسه من سيده بمال يؤديه ولو أقساطاً ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أو خير من ذلك : أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك )..

قالت : نعم , فتزوجها صلى الله عليه وسلم , فقال المسلمون : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أي أن أهلها وقومها صاروا ذوي قرابة له صلى الله عليه وسلم ) فأعتقوا جميع الأسرى والسبايا , فأسلموا كلهم , فكانت أعظم امرأة بركة على قومها , وكان لهذا العمل أحسن التأثير في العرب كلها . وكانت جويرية رضي الله عنها – من أعبد أمهات المؤمنين , وروى عنها ابن عباس وجابر وابن عمر وعبيد بن السباق , وابن أختها الطفيل وغيرهم .


حق أن جويرية – رضي الله عنها – كانت أعظم بركة على قومها , وهذه البركة لتظهر وتتأكد مما يلي :


1- سبي المرأة فيه من العار مافيه لقومها , فأنجت جويرية – رضي الله عنها – نفسها وقومها من هذا العار بموافقتها الفورية على الزواج من النبي صلى الله عليه وسلم , وفي هذا دلالة على حكمتها وبعد نظرها وحصافتها .

2- حين أصبحت زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم وأماً للمؤمنين بات أهلها وقومها ذوي نسبٍ للنبي صلى الله عليه وسلم ولقد بادر المسلمون إلى تقدير هذه القرابة بإطلاق سراح أهلها وقومها , فكانت – رضي الله عنها – سبباً بذلك في كسب العتق والحرية لأهلها وقومها .

3- وأفضل مما سبق إسلامها – رضي الله عنها – وإسلام قومها لما أطلق المسلمون سراحهم , فقد كانت سبباً في نجاتهم من الأسر.

وأهم مايستفاد من هذه القصة مايلي:


فطانة بعض النساء وحكمتها في التعامل مع الأمور وكذلك ذكائها مثل جويرية رضى الله عنها حيث إنها استطاعت أن تعتق نفسها وتحمي قومها من عار السبىء وذلك بوافقتها على الزواج من النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك فضل القرابة من الصالحين وأهل الخير ، فقربها من النبي صلى الله عليه وسلم سبباً في نجاة قومها من الأسر وكذلك من النار.

ياله من دين

ليست هناك تعليقات:

موسوعة أروع و أفضل القصص