أغلق العم عيسى باب بيته عليه وكله حزن وأسى فرمضان على الأبواب وهو أب يعول صغارا ورغم هذا لا يجد ما يشتري به حلوى أو فوانيس أو مأكولات , وهذا يعني أن يصوم أطفاله ولا يفطرون ويهل عليهم الشهر الكريم فلا يرون حلواه أو يلهون بفوانيسه الملونة . وأطل من خلف النافذة فرأى الصبية يغنون لرمضان ويتباهون بفوانيسهم الجديدة فازداد حزنا , فما ذنب أولاده في أن يروا كل هذا ويُحرموا منه , وطال صمت العم عيسى حتى أتاه الليل وهو على هذا وكاد يستسلم لأحزانه وينام بها حتى سمع طرقات بالباب فنهض متثاقلا ليفتح وهو لا يدري من قد يأتيه في هذه الساعة , وفتح الباب فلم يجد أحدا بالباب وكاد أن يغلقه لولا أن رأى لفافة كبيرة عند عتبته فحملها وأسرع يفتحها وكانت دهشته عظيمة , فقد امتلأت بالفوانيس الملونة وكانت بعد أبنائه فتهلل مستبشرا وعرف أن أحدهم قد علم بحاله وأراد أن يُدخل عليه وعلى أبنائه الفرح والسرور . فشكر الله تعالى وكاد يذهب لفراشه فسمع الباب من جديد وظنه صاحب اللفافة ففتح الباب على عجالة فإذا لا يوجد أحد ونظر فإذا بجراب كبير ممتليء على عتبته فحمله بصعوبة وأدخله ثم فتحه فشهق مذهولا ..... فقد كانت بالجراب حلوى وفاكهة ومؤنة تكفي للشهر الكريم وتفيض , ولم يصدق العم عيسى فأخذ يخرجها من الجراب ويتأملها , ثم نظر بباطن الجراب فوجد به ورقة صغيرة مطوية ففتحها وإذا بها نقود ورقية ..... فسقطت دموعه من شدة الفرح ... :cry: فقد تمنى حلوى بسيطة وفوانيس صغيرة فأتاه كل شيء وذلك قبل أن يصبح عليه الصبح , فأي شهر كريم هذا لرب أكرم وعباد صالحين , فالمال مال الله يقسمه كيفما يشاء .
وأشرقت شمس الغد صحوة مبهرة واستيقظ عيال عم عيسى ليجدوا كل شيء بانتظارهم .... الأب مبتسم سعيد والرزق كاف ويزيد .
أما العم عيسى فأحضر منديلا كبيرا ووضع فيه بعض الحلوى والمؤن والنقود وربط المنديل جيدا , وحينما سألته ابنته عن المنديل ربت أبوها على خدها وضحك قائلا " لقد أصبح أبوك غنيا في رمضان , وحق عليه أن يتصدق على أقاربه من الفقراء "
أنا غني في رمضان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق