إلــــى الآن لم تجــــدي .. مــــن يقبــــل أن يتزوجــــني

دهشة ...
تعجـــب ...
استنكـــــار...

وربما تصفـــون قائلتها بالوقاحـــة ...نعم أنا معكم ... ولكـــن تمهـلـــوا قليلا ... قبل أن تصدروا على قائلة هذه الجملة بهذه صفــه .. أو تأخذكم الظنــــون إلى طريـــق مسدود .
إليكــــم مــــا حــــدث :-
كنت مدعوه إلى حفلة أقامتها بعض الصديقات بمناسبة تخرجهن ... ووسط هذا الإزعاج والأغاني ... وبعد ساعات من الأحاديث الجانبية ... والأحلام الوردية ... لمستقبل زاهر ...
أخذت ابحث لي عن مقعد متطرف بعيد عن كل هذه الضجة ... وحين جلست .... وبعد دقائـــق وقعـــت هذه الجملة على مسامعي .. " كل هذا والوقت وانا انتظر .. وانتي إلــــى الآن لم تجــــدي .. من يقبــــــل أن يتزوجــــني"
تملكني الدهشــــة والتعجـــب ... بل صعقــت ... تلفت يمينا ويسارا لابحث عن مصدر هذا الصوت ... ورغم هذا الكم الهائل من الإزعاج إلا إنني استطعت أن أميز صاحبة هذا الصوت
يا إلهي إنها سعــــاد وملامحها تدل علي إنها غاضبه متضايقة .... !! .. ولكن من التي تجلس بقربها ...؟؟ إنها فتاه لا اعرفها .... ربما صديقه لها أو ربما قريبتها ..!!
أخذت اسأل نفسي وأنا في حيره ما الذي دعي سعاد لتقول جملتها هذه .. وكيف تجرء على قولها .. ؟؟ ولما هي حزينة هكذا ... ؟؟ ولما هذا الغضب ..؟؟؟
اعتالني القلق عليها فأخذت أفكر بطريقه استطيع إن اقترب منها واحادثها دون إن أشعرهم بقلقي او معرفتي ... ذهبت إليها متعللة باني ابحث عنها .. طالبه منها مساعدتي في إحدى البحوث التي أعدها .. وكعادتها سعــــاد لا ترفض طلب من يلجئ إليها .. وافقت .. على نحدد في الغد موعدا للبدء ...
كانت تحاول أن ترسم على وجهها ابتسامه .. وتحاول جاهدة أن تخفي غصبها .... لكن كل محاولاتها ذهبت هباء ... والغريبة انه تلك الفتاه التي تجلس بقربها كانت تحدق بي بطريقه غريبـــة ... في البداية كانت تنظر ليدي .. فقلت في نفسي ربما الساعة التي ارتديها أعجبتها .. بعد ذلك أخذت تتمعن فيني وبدقه متناهية .... حتى فاجأتها بسؤالي .. " عفوا هل تشبهيــن علـــي ...؟؟
فردت بتردد .. " نــــعم .. لالا .. لا أشبه عليكي ... هذه أول مره اصادفكي "
فرددت عليها .. "اراكــــي تطيلين النظر فيني .... فاعتقدت ذلك و ...."
"هـــل أنتــــي متزوجـــــــه ..؟؟ " سألتني وهي تقاطــــع حديثــــي ..
سؤالها فاجأني .. فأنا لا اعرف من تكون ... وما أهمية أن أكون متزوجه أو لا .. !! ... والأبدي لها .. أن رغبت أن تتعرف علي أن تسألني عن اسمي ... لا عن حالتي الاجتماعية ...
بصوت واطي سألت سعاد من هذه الفتاه ..؟ ولما تسألني هكذا..؟؟
أحسست انه سعاد ارتبكت من سؤالي وطلبت من صديقتها ان تكف عن الاسئله .. وحتى لا أحرجها .. استأذنتهم كي اكمل تهنئتي لبقية المتخرجات
باليوم الثاني .... عندما صحوت من نومي .. أخبرتني أمي بأنه سعــــاد هاتفتني ..
اتصلت بها .. كان صوتها يبدو لي حزينا .. سألتني متى ستأتين لنبدأ البحث .. واتفقنا أن يكون موعدنا بعد صلاة العصر ...
وحين وصولي اليها سألتني .. "ما هو موضوع البحث ؟؟ " فجاوبتها "بصراحة .. ليس هناك أي بحث "
" لا يوجد بحث ؟؟ " قالتها متعجبة ...
نعم قد تعللت بذلك بالأمس ..لاني سمعت صوتك عاليا وانتي تخاطبي من كانت تجلس بقربك ..... ورأيت ملامحك غاضبه .. فقلقت عليكي وخاصة وأنا لا اعرف من تكون هذه الفتاه ... فتعللت بهذه الكذبة كي أطمئن عليكي .. ارجوا أن تسامحيني ..
مقاطعه لحديثي"ومــــا الـــــذي سمعتيــــــه ؟؟ " قالتها وهي مرتبكة وخائفة ... ولا اعرف لما هنا أيضا اضطريت للكذب مره أخري .. ربما لاني لا ارغب أن أحرجها .. أو أرغمها على تبوح لي بسر لا ترغب أن يعرفه أحد ... فقلت لها "لا شي فأنا لم افهم شئ لانه الصوت لم يكن واضح من الضجة التي كانت بالحفلة .. لكني رايت ملامحك غاضبه بعض الشئ فقلقة"
وهنا رايتها كمن رجعت إليها الروح ... وهي تقول .. " أنا دائما عندما افقد أعصابي لا اشعر بالموجودين حولي " ... أخذنا نتحدث بمواضيع شتى إلى أن أخذنا الوقت .. وفي وقت رحيلي سألتني ... أن كنت متفرغة غدا فجاوبتها بنعم فطلبت مني مرافقتها لإنهاء بعض الأمور المهمة لديها ... فاستأذنتها بان اخذ رأي أمي .. فان وافقة فبكل سرور .. وعندما أتي الغد .. كنت قد أخذت الموافقه من أمي على أن لا أتأخر .
فذهبنا الي احدى ا الشركات ... وعند دخولنا رحبت السكرتيره بسعـــاد.. وكأنها تعرفها .. أو إنها سبق لها أن أتت هنا ..
دقائق من الانتظار خارجا لندخل بعدها على صاحب الشركة لاتفاجئ بأنه صاحب هذه الشركة هي الفتاه التي رايتها في الحفل ... رحبت بنا بحفاوة ودعتنا للجلوس .... وأنا في وسط هذه الدهشة ووسط الحديث الذي يدور بين سعــــاد وهذه الفتاه .. اتفجأ بخبر أخـــر .. وهو انه هذه الفتاه ما هي إلا خطابه ...!! والشركه هذه هي مقر عملها ومقر استقبال الراغبين في الزواج من الجنسين
سبحان الله .. قد وصلنا من التطور بان أصبحت الخطابة فتاه صغير في السن تدير أعمالها عن طريق شركه .. وموظفين ... وبآخر صرعاة التطور وهو الكمبيوتر ...
لكن ما الذي يجعل فتاه كسعــــاد تأتي هنا ..!!!!
نعـــــم الآن فهمت .. الان عرفت سر تلك الجملــة .. وأيضا سر سؤال هذه الفتاه عن حالتي الاجتماعية ... وباعتقادي أيضا إنكم فهمتم معي
ولكــــن لمـــــــاذا ..؟؟ ... سعــــاد فتاه لا ينقصها شئ .. لما تلجئ للخطابة لتبحث لها عن عريس ..؟؟ أساله كثيرة .. أخذت تدور وتدور في رأسي ...
لاحظت سعــــاد صمتـــي طيلة جلوسنا بالشركة ... وأنا لاحظت نظراتها المستمر لي .. وكأنها تبحث عن رأيي فيما تفعل في نظرات عيني ... أو تحاول أن تصل إلى شعوري فـــي هذه اللحظة ...
وعندما أوصلتني إلى البيت تعمدت أن ادعوها للداخل ... فلقد أحسست برغبتها بان تتحدث معي ... أو ربما شعرت هي بأنها بحاجه لتبرير عما تفعله أمامي ...
كانت مرتبكة وخجله ... عيونها لم تفارق الأرض ... كلماتها متقطعه .. كانت تنتظر مني أن ألومها .. نعـــم شعرت بذلك .. إنها تنتظر أن أعاتبها .. لكني لن افعل ذلك ... فأنا لم اعتاد على إحراج أحد ... وخاصة من اعرفهم
ولاكسر حاجز الإحـــــراج .. داعبتــــها بقولي ..... "انه من يتزوجك سيكون محظــــوظ وغيــــر محظـــــوظ " ... فنظرت لي بنظرات العجب مستفهمة من جملتي ...
فأكملت .. " نعـــــم محظـــــــوظ لأنه سيتزوج من فتاه جميلة ومثقفه وأخلاقك عالية .. ما شاء الله يعني كاملة ... وغيــــر محظــــــوظ لأنك محاميه ولن يستطيع أن يجاريكي في الإقناع .... وأيضا باستطاعتك أن تأخذي حقك منه بكل الطرق "
ضحكت من حديثــــــي ... وهي تقول "ربمــــا تكونيـــن صادقـــه عزيزتـــي .. لكن لـــن أكون أنا أبـــدا بمستـــوى ذكائــك أنتـــي " .. قالتهـــا لـــي وهـــي ترمــــق لعينـــي بحـــده وكأنهـــا قـــد كشفـــت محاولتـــي لكســـر هــــذا الحاجــــز ...
ابتسمت لها وأنا أقول .. " ليـــس كـــل ما نـــراه فـــي الظاهـــر ..هو مقيـــاس لحكمنـــا عـــن الجوهـــر ... " ...
وهنـــا وكـــأني قد فتحـــت لها بــــاب للحديــــث ... قامت من مكانهــــا وجلست بقربــــي .. ثم أخـــذت تنظـــر بعينها يمينــــا ويســــارا ... وكأنها تخشى أن يسمعنا احد قائله
ربما تستغربين لاني ابحث عن عريس لنفسي ...؟؟ نعم أنا قبلك قد استغربت الوضع ... لكن ماذا افعل أنا اشعر بأنه قطار الزواج سيفوتني .. وأنا إلى الآن لم يتقدم لي أي أحد .. ؟؟ فآنا لا قريب لي ... ولا بعيد ..
هائنتي تقولين باني فتاه جميلة ومثقفه وخلوقه ... لكن لم يطرق باب بيتنا أحد ليطلب الزواج مني ... الزمن يسرق مني اجمل سنين عمري وأنا على آمل أن يتقدم أحد ليتزوجني لكن لم يأتي .. لا اعرف لماذا ... أخذت ابحث عن عيب .. لكني لم أجد .. وها أنا أسألك .. ربما يكون فيني عيب أنا لم أراه في نفسي .. هل تجدين فيني عيب يمنعني عن الزواج فلا يتقدم أحد لطلب يدي ... ؟؟ حدثيني بصدق ..
جاوبتها " لا طبعا فأنتي ولله الحمد فتاه كاملة والكامل وجه الله "
آذن لما لم أتزوج إلى الآن ..؟؟.. أنا اعلم جيدا انه كل هذا قسمه ونصيب .. لكن تجاوز عمري الآن 34 عاما .. ومن في سني أبناؤه ألان في سن المراهقة ...
لا تلوميني إن مللت الانتظار وقمت بالبحث بنفسي .. أنا اعلم جيدا انه ما افعله منافيا لعادتنا وتقاليدنا ... لكن لو جلست هكذا سينتهي بي المطاف وحيده .. لا زوج ولا أبناء .. لا عائله انتمي لها .. لاهدف اعيش من اجله
تحادثني ودموعها اغرقت وجنتيها .. وستـــار الخجـــل قد أســــدل ستاره على وجههـــا ... كلماتها مبعثـــر .. وان استطاعـــت ان تجمعهــــا تعثـــرت على طرف لسانهــــا ....
شعـــرت ببركان سينفجر بـــل أراه انفجـــر أمامي ... لم أستطيع أن أتحـــدث أو حتـــى مواستهـــا ... دموعها أحرقتنـــي ... وأحرقــت معي كلماتـــي ... لم يكن باستطاعتـــي سوى ان احتظنهـــا ... ومشاركتهــا الدمــوع علني بذلك أخفف من شعـــور الذنـــب الذي احسست بـــه
نعـــم أنــــا مذنبــــه ... على الرغم إني لم أعاتبها على تصرفها لكن ربما شعرت بعتابي لها بصمتي .. أو حتى بنظراتي ...
أو حتى بنظرات الغير لهـــا ... أو ربما هذا ما يسمونه عتاب النفس .. فهي متعجبة من تصرفها .. ما تربت عليه يرفـــض مـــا تفعلـــه .. صراع بداخلها بين الموافقه والرفض ... بين العقل والعاطفه ... بين الجرأه والخجل ... بين ان تكون او ان لا تكـــون ...
لكــــن مــاذا تفعـــــل ..؟؟

هل ما تفعله هذه الفتاه هو الصحيح .. !! .. هل الخاطبة هو الملجئ الوحيد للفتاه التي على وشك أن يفوتها قطار الزواج ... ؟؟
على الرغم انه الزيجات من النوع هذا تكون محفوله بالمخاطر ... وأيضا تكون نظرة الزوج لهذه الزوجة غير جيده في بعض الأحيان
أنا لا أتحدث هنا عن أسباب العنوسه ... بل عن الخاطبة التي انتشرت في زماننا هذا بطريقه غريبة ... في السابق كنا لا نراها إلا بالأعراس ... وعادة تكون أمرأه كبيره في السن ... معروفه لدى الكل
أما الآن .. فهي شابه صغيره .. لديها شركه وموظفين .. وموقع تستقبل طلباتكم بكل الطرق .. بالبريد .. بالفاكس .. أو بالايميل ..
ظاهـــره انتشرت لكــن هل هي ظاهر صحية ..أم العكس ..؟؟
شعرت ببعض الفضول لمعرفة ما يحتويه هذه المواقع .. فاخذت ابحث عن بعض هذه المواقع ... التي تقوم بمقام الخاطبه ايضا .. فهالني ما قرأت فيها من طلبات للجنسين ... فهي اغلبيتها تتشابه في الصفات الرائعه .. والمميزات المغريه ... اقرئوا معي طلبين لشاب وشابه .. قمت بنقلها لكم من احدى هذه المواقع .. مع الاحتفاظ ببعض المعلومات الخاصه بهم ...
طلـــــــب فتاه تبحث عن عريس :-
أنا فتاة عمري 22 سنة جنسيتي .....
جميلة جدا وجذابة .. صادقه ر شقية القد ..
ممشوقة القوام .. رومنسيه
عيون ناعسة .. اقدس الحياة الزوجية
بشرتي بيضاء .. وشعري طويل .. أجيد الطبخ

طلـــب شاب يبحث عن عروس :-
شاب عمري 26 سنه جنسيتي ...
جميل الشكل .. ميسور الحال ..
رجل أعمال (أو ذو وظيفة مرموقة ) ...
اقدس الحياة الزوجية ... يحب السفر ...
متعلم ومثقف ... من عائله معروفه ...
رومنسي ... ورياضي

كل الفتيات جميلات .. رائعات وكأنها أوصاف ملكات جمال ...
والشباب ... كأنهم فرسان الاحلام ... تحفه لا تعوض ... كاملين خالين من أي عيب

ما هو مقياس الصدق هنا .. وأنا ارى بعيني انه الجميع يحتــــل بصفاتــــه مرتبــــة الشــــرف ..لا عيــــوب ..ولا نواقـــــص

ربما التمس العذر لسعــــاد ... فقد تسلل لها اليـأس وتمكن منها فلم تجد سوى هذا الطرق ... لتسابق الزمن كي تحتفظ بآخر ما تبقى لها من سنين شبابها لتقضيها مع زوجها ... واتمنى أن توفق في اختيارها ... وربما الخاطبة وجودها ظروري لمثل هذه الحالات

لكـــــن ...هل هي مضمونه ...؟؟؟
مارأيك ..هل ما فعلته سعاد صحيح ... أم خاطئ ..؟؟
وهل تعتقد بأنه هؤلاء الشباب ... جديين في تقديم طلباتهم ...؟؟
عندما اقرأ طلبات الشباب راودني هذا السؤال ... بما انه هؤلاء الشباب يملك كل هذه المميزات المغريه .. لما لم يتقدم لأي فتاه بمجتمعه ... كي يتزوجها .. باعتقادي انه "عريس لقطه "على قولة اخوانا المصريين
وهذه الفتاه بما إنها تحمل كل مقاييس الجمال .. والصفات والمميزات الرائعة ... لما تبحث هي عن عريس لما لا تنتظر إلى أن يأتي نصيبها .. هل معقول تكون حالة الجميــــع كحالــــة سعـــــــاد!!!

مجرد اسئله اخذت تدور في خاطري ..بعد ان خرجت سعاد من عندي وكلي امل بان تجد مبتغاها

ليست هناك تعليقات:

موسوعة أروع و أفضل القصص