هداية الأخت الصابرة أم محمد..

بسم الله الرحمن الرحـــــــــيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،,

الحمد لله الذي منَ علي بأعظم النعم وأجلها وهي نعمة الإسلام،,

الحمد لله الذي نجاني من الكفر والشرك ,,

الحمد لله الذي وصى عباده بتقواه ووعد بالجنة من خافه وراقبه واتقاه,,

فلك الحمد على ما تفضلت به علينا,,

ونسألك الثبات حتى نلقاك.

أما بــعــــــــــد:

فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

أنا أختكم الفقيرة إلى الله الصابرة..

لقد وعدتكم بكتابة قصة تسنني وكيف عرفت الحق ..

وبدايتها هو أنني من عائلة بسيطة ووالداي من الناس العاميين الغير متشددين بمذهبهم ..

هذا هو العامل الأول الذي ساعدني لترك مذهب الشيعة..

وأيضا أن جميع إخوتي اللاتي يكبرنني من الإناث وليس لي إخوة ذكور يكبرنني وسوف أتكلم عن علاقتي بأخواتي فيما بعد وسوف احكي قصتي على مراحل :

وأولها مرحلة الطفولة والابتدائي

وبدايتها هو أنني عندما كنت صغيرة لا أعي ولا افهم ما يدور حولي ,,

افعل كل الذي يأمراني به والداي عن جهل إلى أن بدأت أدرك الأمور,,

طبعا كل البدع والشرك الذي تحدث عنها جميل- زوجي - هي نفسها التي أنا أيضا أراها لأننا من نفس المنطقة وأن ما يفعله أهله من طقوس هي نفسها التي يفعلها أهلي.

حالي في المدرسة:

دخلت المدرسة بدأت اشعر بشيء أخر، شيء غيرني !!

تعلمت الدين أخذت أسأل أكثر من السابق..

أخبرتني أخواتي وأمي أن الذي نتعلمة في المدرسة شيء والذي نفعله نحن شيء أخر..

وحذروني من فعل ما تعلمته في المدرسة لأنهم على غير مذهبنا وأن هذا ليس هو الدين الصحيح، فنحن نتبع آل البيت وهم وهابيون ..

عندما أرى كتاب الفقه واجد درس الصلاة أجد الفرق بين صلاتنا وصلاتهم، صلاة كلها ذكر لله بعيدة عن البدع..

كانت لدينا مدرسة من أهل السنة تعلمنا الدين كنت أحبها كثيرا لطيب قلبها كنت أحب حديثها والقصص التي ترويها لنا عن الصحابة ..

تعلق قلبي بحب عمر وابوبكر وعثمان وعائشة ..

عرفت أن ما يقال عنهم ليس صحيح ..

لقد تأثرت بهذه الكتب وتأثرت بما تقوله، لأنها كانت تخوفنا من الشرك وتضرب لنا الأمثلة على ذلك..

كانت بعض الطالبات الجاهلات يستهزئن ويسخرن منها وبما تقوله والبعض الأخر يسمع دون أي تعليق على ما تقوله ..

كنت قليلة الصحبة وان صاحبت أحدا لا أصاحب إلا السنة من الأجانب

أو الذين ليس لهن في الدين من الشيعة..

بصراحة لم أعرف وجهتي !!

لم أعرف ماأنا عليه سوى أنني لم أكن مرتاحة مما أنا فيه !!

لم أعرف من هم السنة ومن هم الوهابيون الذين يتحدثون عنهم بكره وغيظ!! لم أعرف مذهب أهل السنة إلا من المدرسة!!

ولم أعرف الدين الصحيح إلا من مواد الدين وخاصة التوحيد!!

ومن أمثلة ذلك:

توحيد الألوهية والربو بيه و أنواع الشرك كلها أمور رسخت في عقليتي وشككتني في صحة معتقدي!!

وأيضا كتاب الفقه ومنه الوضوء والصلاة والحج والصوم كل كتب الدين التي درستها!!

صححت الكثير مما لديّ، طبعا لقد غيرت المدرسة فيّ كثير من أمور حياتي فأصبحت لا أسب الصحابة،

أصبحت أمور الشرك لديّ قليلة .. بمعنى أنني:

لا أحلف بغير الله، ,

لادعوا إلا الله،

أصبحت لا ارغب في الذهاب إلى الحسينيات،,

البس السواد مكرهه في محرم لأتفادى الخلاف مع أمي وأخواتي الكبار,,

كنت أقول: يا علي في جميع أموري ولم اترك قول يا علي إلا في الثانوي ليس لاعتقادي بها بل بسبب تعود لساني على قولها ..

ولأن جميع من حولي يقولها فلم أتركها إلا بعد خروجي من بيت أهلي أي بعد زواجي فلله الحمد والمنة..

فلقد بدلت قول يا علي بقول بسم الله و سبحان الله و يا الله فأحسست بمعانيها وحلاوتها على القلب واللسان ..

هذه مرحلة الطفولة والابتدائي بجميع مراحلها باختصار،

طبعا مازلت تحت مسمى شيعيه.

المرحلة الثانية من قصة تحولي وهدايتي

وفي هذه المرحلة من حياتي سأتكلم عن حياتي في المدرسة ومع أهلي ومع الناس المحيطين بي في المدرسة..

دارتْ بيني وبين زميلاتي عدة نقاشات حول مواضيع الدين..

وخصوصا ما جاء في بعض الكتب المدرسية مثل التوحيد والفقه والحديث، وفي تفسير بعض الآيات،

و في صحة بعض الأحاديث من عدمها،

وكن يشتمن عائشة رضي الله عنها ويطعن في صحة أحاديثها وأحاديث أبو هريرة رضي الله عنه

ويُكذبن مناهج التاريخ،

ويحاولن إقناعي بصحة ماهن عليه

وإن اختلفت معهن واحتد النقاش نعتنني بالكافرة، طبعا ليست جميعهن فبعضهن لا يهمه شيء وليس لهن في أمور الدين، ابتعدن عني وتجنبن مصاحبتي،

انطويت على نفسي، عشت في عزله لا يعلمها إلا الله، أما عن المدرسات في المدرسة فعلاقتي بهن جيدة،

ولا أخوض معهن في أي نوع من المواضيع،

أصبح البعض يتحدث عني وعن توجهي ,,

حتى وصل الخبر إلى أخواتي الكبار المتزوجات وجادلنني كثيراً،

أمي وبختني وأنبتني وعابت تصرفي،

كرهني أقربائي،

أما عن والدي في بداية الأمر لم يهتم بالأمر كثيراً،

أصبحتْ معاملة أخواتي الكبار لي سيئة جداً،

وقام أزواجهن بمنع أولادهم من السلام عليّ أو التحدث معي،

قاموا بإرسال فتيات لي من عمري متدينات لإرجاعي لمذهبهم عن طريق الحوار والمجادلة،

وبعد ذلك قامت هؤلاء الفتيات بإحضار الكتب الشيعية التي تطعن في مذهب أهل السنة والجماعة وتثبت - إدعاءً - صحة المذهب الرافضي، وقمن

بأخذي للحسينيات لرؤية اللطميات والبكاء،

كن يطلبن مني المشاركة وكنت أرفض واكتفي بالمشاهدة فقط،

أرجع إلى البيت وأنا في قمة من الضيق ولا اكذب عليكم كنت أجلس أبكي وابكي وادعوا الله أن يخرجني مما أنا فيه،

كنت أحدث نفسي واسألها :

هل أنا على صواب أو خطأ،

هل أهل السنة والجماعة الذين أراهم في الحرم ويأتون من كل حدب وصوب ويصلون جماعة في بيت الله الحرام هل هم مخطئون؟!، ونحن الشيعة على صواب؟!.

في هذه الفترة خُطبت من شخص شيعي..

وعشت معه فترة من الزمن تحكم في كل تصرفاتي فرض عليّ التشيع أصبحت في خلاف دائم معه وكثرت مشاكلنا إلى أن انفصلت عنه..

اثر ذلك في نفسيتي ،كرهت المتدينين من الشيعة وزاد كرهي لأصحاب العمائم وكرهت المدرسة بسبب قسوة زميلاتي الطالبات وبعض المدرسات لم أكمل المرحلة الثانوية والتحقت بعد ذلك بمعهد التمريض ..واغلب من في المعهد هم من الشيعة طالبات ومدرسات..

خطبت مرة أخرى لكن ممن هذه المرة ؟ من الرجل الذي انتشلني مما أنا فيه ( زوجي جميل ) ،الرجل الذي كنت متخوفة من الزواج به لعلمي بأنه من عائله شيعية متدينة،

رفضني أهله ، ورفضه أهلي عدة مرات، وتم زواجنا بعد صراع مرير،

تعلمت منه الكثير من أمور الدين الصحيح )مذهب أهل السنة والجماعة(

، فوجئت بما هو عليه من تمسك بمذهب أهل السنة والجماعة، وحمدت الله كثيرا على ذلك .

بعد تسنني .. مواجهة صعبة مع أهلي واقربائي

تزوجت بعد فترة قصيرة من الخطوبة تحت ظروف صعبة أعلنت بعدها تسنني أمام أهلي وأمام الناس المدعون لزواج أخي، بسبب ما حدث في زواجه كما ذكر ذلك جميل، لم اكترث لأحد قلتها صراحة:

أنا لست على دينكم أنا من أهل السنة..

أخذت النسوة يشتمنني ويسفهن ما أنا عليه لقد بصقن في وجهي زاد ضيق أخواتي المتزوجات وأصبحن لا يستقبلنني جيدا..

وبعضهن امتنع عن التحدث معي !!

وقطع كل صلة بي وذلك بتحريض أزواجهن،

لم اهتم لذلك، أصبحت على خلافات كثيرة معهم ومع أقربائي أخذن يحرضن والدي ووالدتي لردعي وإرجاعي لدينهم..

ساءت معاملة والدي لي وقام بطردي من بيته عدة مرات ..

ومنع أخوتي الصغار من زيارتي..

كنت اشتاق لرؤيتهم ورؤية والدي ووالدتي..

وفي بعض المرات كنت أقف على باب بيت والدي، وتقوم أمي بمنعي من الدخول إلى البيت خوفا من أبي فارجع وهكذا،

وفي لحظة تحدي قررت أن اجعل والدي يستقبلني ويتقبلني بما أنا عليه..

أخذت أطفالي الصغار وحضرت إلى بيت أهلي ودخلت، ومنعني إخوتي من الدخول خوفا علي من والدي..

دخلت البيت وجلست والكل ينظر لي وهو خائف مما سيحدث لي لم أكترث لأحد حضر والدي أحسست بالخوف لكني حاولت أن لا أبدي ذلك ..

فدعوت الله أن ييسرأمري مع والدي، أخذت ادعوا الله كثيرا في داخلي فأحسست بنوع من الاطمئنان،

قام والدي بطردي من بيته عندما رأني فقلت له:

لن اخرج، لقد جئت من بيتي مشيا وبيتي بعيد و أنا متعبه دعني أرتاح قليلا ثم أخرج منه كما تريد ..

فتبسم لي فبادلته الابتسامة واخذ يلاعب أطفالي ويسألني عن أحوالي وسمح لي بعد ذلك بالمجيء إلى بيته لكنه منعني من أن الدخول في نقاشات مع أخواتي وقال لي:

أنت لك دينك وهم لهم دينهم لا أريد سماع إي حوارات أو جدال أو مشاكل معهم..

لقد اغتاظ أزواج أخواتي من تصرف أبي ففرحت بذلك أصبحت علاقتي بأخوتي الصغار جيدة وأيضا تحسنت علاقتي بوالدتي وبإخوتي الذكور أما أخواتي الكبار

فعلاقتي معهم ليست جيده دائما،

أما أقربائي فالكثير منهم لا يتمنين النظر إلى وجهي يكرهنني بشدة،

كنت أقول في نفسي لاتهمني محبة الناس لي ولا محبة أخواتي كل ما أريده هو رضي الله سبحانه وتعالى، فلم تكن لي رغبة في البعد عن والديّ وأخوتي حتى وإن كانوا على غير ديني، حتى وإن كنت أجد نفسي غريبة بينهم، أملي في الله أن يهديهم إلى الدين الصحيح.

أما عن دراستي في معهد التمريض

واجهتني عدة ظروف

وعدة مشاكل فاستخرت الله وتركت المعهد لأهله واشتريت زوجي و أولادي وبيتي، ترك صحبتي الكثيرين..

فلم أتأثر بذلك فقد عوضني الله من هم خيرا منهم فلله الحمد على ذلك..

فجميع من أصاحب الآن هن من المتدينات من دار التحفيظ، أناس طيبون أحبهم في الله ويحببنني فيه كل ما نجتمع عليه لا يخلوا من ذكر الله فلك الحمد يا ربي على كل نعمة أنعمت علي بها..

أختكم / أم محمد زوجة الأخ المهتدي أبو محمد جميل

تمت بحمد الله

هناك تعليق واحد:

Allah's Slave يقول...

الحمدلله على هدايتك ، تلك هي رحمة ربي فقد جزاك الإحسان إحسانا، وجزاك بالصبر هداية. فاحمدي الله على هدايتك فإنها رحمة كبيرة يا أختي و حلاوتها عظيمة و نادرة
ثبتك الله على الإسلام فهو الدين الصحيح و طريقك إلى الجنة بمشيئة الله رب العالمين وحده لا شريك الله في الملك.

الفقيرة إلى الله

موسوعة أروع و أفضل القصص